موضوع: اولادي فقط يستحقون حبي (نوال الزغبي) الجمعة مايو 09, 2008 2:17 pm
لا تنكر الفنانة نوال الزغبي أنها شعرت بالإحباط من وضع الساحة الفنية التي انقلبت معاييرها لتحتل الصف الأول نجمات لا يتمتعن بأدنى موهبة، لكنها كانت تؤمن بأنه لا يصح سوى الصحيح، وأن الفن الحقيقي سينتصر في النهاية، واليوم تشعر نوال بأن الساحة الفنية عادت لتشبه نفسها كما كانت عليه قبل سنوات، حين كانت هي إحدى نجمات الصف الأول، قبل أن تغيب وتحتجب وتعود مجدداً بزخم من خلال ألبومها الجديد «خلاص سامحت».
نوال تحدثت عن علاقتها بالحب، هي التي غنّت بأقصى ما تملكه أنثى من مشاعر أغنية «قلبي اسالو»، لتعلن أن أولادها فقط هم من يستحق الحب الذي قد يدفعها إلى أن تكون عاشقة إلى حدود الشراسة.
• في أغنية «قلبي اسألو» جسدت أعمق معاني الحب، الحبيبة التي تجاهر باستعدادها للقتل لأجل من تحب؟
ـــ كان التعبير مجازياً دلالة على عمق الحب.
• من خلال تجربتك الخاصة مع الحب وتجارب الآخرين، هل ثمّة من يستحق كل هذا الحب؟
ـــ الحب بهذا العمق لم يعد موجوداًً في عصرنا، فنحن اليوم نعيش في عصر مادي، باتت فيه المشاعر الرقيقة عملة نادرة. أحب أولادي هذا الحب وهم الوحيدون الذين يشعرونني بهذا الكم من العاطفة الجياشة التي تجعلني أقف في وجه كل الصعوبات وأتحدى. • غنيت الأغنية بمشاعر متدفقة بالحب الصادق، هل كنت تفكرين بأولادك في الاستديو أم هو تفاعل مع الأغنية فحسب؟
ـــ بالطبع كنت أفكر بأولادي حينها.
• هل كان أحدهم مصاباً بوعكة صحية مثلا كي تتدفق منك كل تلك المشاعر العميقة المتألمة؟
ـــ لا، لكن أشعر أن هذه الشراسة في الحب تكون فقط في حبي لأولادي، الشراسة هنا قد تكون في التصرف وليس في القتل بمعنى القتل.
• على سيرة أولادك، منذ سنوات يحاول البعض استغلال أولادك للنيل منك؟
ـــ نعم وهذا الأمر لا يزال مستمراً لغاية الآن.
• ألا تشعرين بتأنيب ضمير لأن ثمّة سوءا أصابهم فقط لأنهم أولاد نوال الزغبي؟
ـــ لا تحمليني ذنباً لم أقترفه.
• لا أقصد تحميلك الذنب، إنما أريد معرفة شعورك تجاه تناول إشاعات حول أطفالك لمجرد أنهم أطفالك؟ ـــ الموضوع أثير في بعض الصحف وأخذ أكثر من حجمه الطبيعي ولا أنكر أنه ضايقني، وأزعجني كثيراً لكني تجاوزت الموضوع لأن ثمة أشخاصا طيبين في الحياة كما هناك أشخاص رديئون.
• الحملة الشرسة التي كانت تشن ضدك بعد نجاح أي عمل لك توقفت كلياً، لم تعد الإشاعات تطاردك، لم نعد نرى هجوماً عليك في الصحف، لماذا؟
ـــ لأنهم فعلوا أقصى ما يمكن لهم أن يفعلوه، ماذا بإمكانهم أن يكتبوا بعد؟ وماذا بإمكانهم أن يقولوا أكثر مما قالوا؟ أعتقد أنهم توقفوا لأنهم عرفوا أني امرأة صلبة قوية لا تهزها الإشاعات.
• في رأيك الا تؤثر هذه الإشاعات بالجمهور؟
ـــ لا، إذا عرف كيف يتعامل مع الموضوع.
• أحياناً قد تنقلب الإشاعات والهجوم إلى عكس ما يبغيه مطلقوها منها، كأن يتعاطف الجمهور مع الفنان لكثرة ما ينهال عليه من الهجومات؟
ـــ نعم هذا ما يحصل بالضبط، فالجمهور يتعاطف مع الفنان اذا كان الصحافي غير ذكي، فيضطر إلى السكوت أحياناً.
• أطلقت ألبومك في ظروف صعبة حيث الهم السياسي والمعيشي يرهق كاهل المواطن العربي، الألبوم نجح بصورة قياسيّة، هل كنت تتوقعين له هذا النجاح أم شعرت بأنك بصدد الإقدام على مجازفة؟
ـــ قبل سنة ونصف السنة أطلقت ألبومي في ظروف أصعب، واليوم أعتقد أن الحظ يلعب دوره في نجاح الفنان وكل مشروع جديد يحتاج إلى مجازفة، فلن أنتظر الوضع الذي قد يستمر على هذه الحال سنوات، بل سأحاول وأحاول ولن تتوقف عجلة الحياة هنا.
• العام الماضي أطلق ألبومك في حرب تموز، هل أثرت الحرب على انتشاره؟
ـــ في البداية نعم، لكنه عاد وحقق انتشارا كبيرا.
• انضممت إلى شركة «روتانا» في فترة يشكو فيها معظم فنانيها من تعاملها معهم، ففي الوقت الذي بدأت فيه الشركة بالتخلي عن كبار فنانيها عادت لتحتضن نوال الزغبي ما السبب؟
ـــ أعتقد أن السبب يعود إلى اهتمام الشركة ورغبتها بأن أكون معها، وهي رغبة في استقطاب كل فنان ناجح.
• ألا تخشين أن يكون مصيرك مع الشركة مشابهاً لمصير بعض زملائك؟
ـــ أنا لم أر أي أمر خاطىء مع غيري، بالعكس أنا سعيدة جداً بالمعاملة التي أحصل عليها من الشركة.
• هل من المعقول أن يشكو فنانو الشركة من لا شيء؟
ـــ لا أعرف، ثمة سبب لكن في النهاية هناك أخذ وعطاء في الحياة، يجب أن نسأل هل يعطي الفنان للشركة؟
• هل تشعرين بأنك عدت لتتربعي على عرش النجومية بعد فترة من التأرجح بين حضور قوي وغياب؟
ـــ نعم، فأنا على قناعة أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والجمهور عاد إلى الفن الحقيقي، فالنجوم الحقيقيون عادوا ليلمعوا، بينما اختفت أسماء حققت شهرة في فترة قياسية.
• عندما تبدلت معايير النجومية وأصبح أصحاب أنصاف المواهب نجوم الصف الأول، في الوقت الذي ابتعدت أنت فيه عن الإعلام، هل كنت تشعرين بالغبن أم كنت على يقين بأنه لا يصح إلا الصحيح؟
ـــ دائماً كنت أردد مقولتي تلك وأقول إن هذه موجة ستمر، فالخير ينتصر في النهاية، وأنا امرأة مؤمنة وأقول دائماً إن الخير سينتصر، وإن الجمهور سيميز بين الفن الحقيقي والفن المبتذل عاجلاً أم آجلاً.
• ألم تشعري بالإحباط؟
ـــ بلى شعرت بالإحباط وشعر الكثير من زملائي بأنهم محبطون، خصوصاً أن البعض نجح ولا يملك أدنى مقومات، لكن كان علينا أن نراجع أنفسنا ونعرف أين مكمن الخطأ.
• هناك فنانات يتمتعن بالصوت الجميل والشكل الأجمل ويتقن اختيار الأغاني، لكنهن لم يصلن إلى المراتب الأولى ما السبب؟ ـــ بالتأكيد ثمة خطأ أو نقص في مكان ما، قد تكون الكاريزما، نحن اليوم في عصر يتعيّن فيه على الفنان أن يكون كاملاً ليكون سوبر ستار ويستمر طويلاً.
• أنت من الفنانات اللواتي يتميزن بأناقتهن وجمال إطلالتهن، لكنك لم تعتمدي يوماً على الإغراء في وقت باتت فيه بعض المحطات التلفزيونية ترفض عرض أي عمل ما لم يكن يتضمن جرعة إغراء؟
ـــ هذه المحطات لا أشاهدها وأرفض التعاون معها، أنا سعيدة إذا رفضت اعمالي المحطات التي تعتمد العري وعدم احترام المشاهد. أنا امرأة شرقية وأم تعتز بأمومتها، والمرأة العارية ليست أكثر أنوثة من المرأة المحتشمة، وثمة فنانات محافظات ومحتشمات وبارزات في الوقت عينه.
• مثل من؟
ـــ مثل أصالة وشيرين وأحلام وماجدة الرومي، وقد عادت ماجدة إلى أوجها على الرغم من أنها لم تعتمد يوماً على جسدها.
• ربما لدى هؤلاء الفنانات أصوات خارقة تمكنهن من البروز، لكن في رأيك هل تنجح فنانة بصوت جميل ما لم تعتمد على شكلها؟
ـــ ثمة فنانات غير محتشمات بل شبه عاريات لكنهن لا ينجحن، إذا لم يحترم الفنان جمهوره لا يحترمه الجمهور.
• مع كثرة الإصدارات الفنية، هل مازلنا في عصر الأغنية، وهل يستطيع الفنان البروز من خلال أغنية كما كان الوضع عليه منذ سنوات خصوصاً أن الملحنين يعترفون أن ثمة تشابها في الألحان بسبب كثرة الأغاني؟
ـــ ألبوم «خلاص سامحت» يضم أغاني تختلف جذريا إحداها عن الأخرى، ولا أقول هذا لأنه ألبومي، أغنية «قلبي اسألو» على سبيل المثال، أتحدى أن يقال أنها تشبه أي أغنية أخرى بكلماتها ولحنها. الأغنية تنجح إذا شعر الجمهور أنها قريبة منه، وأنها جديدة في الوقت نفسه.
• كليب «قلبي اسألو» الذي صورته مع المخرج يحيى سعادة كان مجازفة حقيقية منك، خصوصاً أن أعمال المخرج تعرضت للكثير من النقد، وكل الفنانات اللواتي تعاملن معه تعرضن لنقد سلبي، لماذا أقدمت على هذه الخطوة؟
ـــ ما أعجبني في يحيى التقنيات العالية في الصورة، وعندما اتفقت معه على تصوير الكليب، طلبت منه عملاً يقوم على الإحساس، عملا يشبه نوال الزغبي ولا يشبه سواها، فرحب بطلبي وقال لي إن ثمة فنانات يطلبن أفكاراً جنونية وهو يلبي طلباتهن.
• الكليب أحدث نوعاً من الصدمة خصوصاً مع تزامن كلمة القتل ومشهد تقطيع اللحمة؟
ـــ في الكليب أنا أحضر الزوادة لزوجي الذاهب إلى الحرب، وبالمناسبة أنا لا أقطع اللحمة بل أحمل السكين واللحمة أمامي، وثمة يأس على تعابير وجهي، الإيحاء سببه ربما تفتيش النقاد عن ثغرة ليحيى. بحث عن الجديد
• لماذا لديك رغبة في تغيير المخرجين؟
ـــ لأني أشعر بأني بحاجة إلى صورة معينة قد لا يعطيني إياها أي مخرج.
• الاستقرار كان سبباً في نجاحك وتكوينك ثنائيا مع المخرجة ميرنا خياط؟
ـــ لا تنسي أننا كنا أول من قدم فيديو كليب، لكني اليوم لا أستطيع أن أصور الكليبات التي تصورها ميرنا لأني أشعر أني سأكرر نفسي، وهذا ينطبق على أي مخرج أتعامل معه مدة طويلة.
• في رأيك ميرنا تقدم أعمالاً مكررة أم أنك تشعرين بأنك ستكررين نفسك لكثرة تعاملك معها؟
ـــ لا بل قصدت القول اني تعاملت معها مدة طويلة، ولم أعد اشعر انها تعطيني شيئاً جديداً، لكن بالطبع ميرنا تقدم أعمالاً جديدة لغيري من الفنانات.
• إحدى الفنانات قالت إن يحيى اصبح بسبب تعاونه معها محط أنظار الفنانات، هل كان هذا سبب تعاملك معه؟
ـــ لم أر يحيى من خلال فنانة، بل رأيته من خلال الصورة التي يقدمها والتي تتميز بتقنية عالية الجودة، وأنا أشعر أن هذا الكليب مشغول في إيطاليا وليس في لبنان.
• ماذا تحدثينا عن علاقتك بالوسط الفني، هل لديك أصدقاء من الفنانين؟
ـــ لا.. ليس لدي أصدقاء مقربون لكن علاقتي جيدة بالجميع.
• بين الغياب والعودة بقوة، ما الذي تغير في الساحة الفنية من وجهة نظرك؟
ـــ أشعر اليوم أن الساحة الفنية عادت لتشبه الساحة التي كانت عليها قبل سنوات، أتمنى أن تعود كما كانت، الناس ملوا من النمط المكرر وبات الفنان بحاجة إلى صدم الجمهور ليحقق النجاح.