تجربة أليمة صامته .. في ذلك المكان المظلم ..

عضو نشيط المساهمات : 100 تاريخ التسجيل : 30/04/2008

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا جميعا ^^
كيف حالكم ؟ اتمنى أن تكونوا بصحة وعافية .
لن اطيل عليكم .. أتمنى أن يعجبكم ..

"أولئك الجنود .. ترى السعادة في أعينهم عندما يجعلوك تقاسي .. شعور ما .. أشبه باللذة ..
يعذبوك حتى تهترئ ثيابك .. يجرعونك كأس الألم رويدا .. و ترى الموت بصور متعددة .. جَرح .. خنق ..
و تعذيب .. من قبل أن تعلن الرحيل ..

حتّم عليّ القدر أن أمكث في ذلك المكان المظلم .. تحت التحقيق ..
هناك .. فقدتُ قيمة كل شئ .. في بعض الأوقات .. لم أكن أحس بألم التعذيب حتى .. كنت ألتزم الصمت
دائما .. لا أنكر ان قلت بأني لم أتفوه بأي كلمة في أول ستين يوم لي .. باستثناء " لا أدري " .. و هذا ما
أشعرهم بالريبة من أمري ..

لطالما حاولوا إصابة حنجرتي علِّي أصرخ .. و كل ذلك من دون أيّ فائدة .. صمتي الدائم .. كان سببا في
فرض العقوبة عليّ ..
قاموا بنقلي لسجن انفرادي .. كل ما كان يحوطني هو السلاسل والاربطة .. و غطاء ردئ.. و من بعد كل دورة
تعذيب ابريق من الماء المختلط برماد السجائر .. للشرب .. كنت أرى الشمس لمدة ساعة واحدة في
الاسبوع .. لكن مذّ فرضت تلك العقوبة .. ما عدتُ أراها البتة .. حتى الطعام .. بدءوا بقطعه تدريجيا ..

خمسة أيام مضت .. لم أذق فيهن أي شيء .. غير الألم .. وبالرغم من هذا كله .. لم أصرخ حتى ..
كانت يداي مكبلتين بقيود تمتد حتى سقف الغرفة .. فيرفعوني للتعذيب وقتما شاءوا .. قاصدين بذلك .. اذلالي ..
لاحظت أحدى المجندات تتردد كثيرا على الزنزانة الكبيرة التي أقبع فيها .. تأتي وترمقني بنظرات غريبة .. ثم تذهب ..
ذات يوم _وكان أشدها .. بعد أن قاموا بتعذيبي أقبلت على زنزانتي تلك المجندة .. اقتربت مني قائلة باستخفاف : لازلت تفضل الصمت ..
استجمعتُ قواي .. ونظرتُ اليها .. أي قسوة مترددة تحمل ملامح وجهها .. ازدادت غيظا وضربتني بالسوط الذي كانت تحمله في يدها ..
قالت: لا تنظر اليّ هكذا .. وقح ..
إلتفت حولي قائلة :- تريد أن تظل مقيدا .. بهذه الحبال .. تكلم ..
اكتفيت بالصمت .. وضعت السوط على عنقي قائلة :- أتعلم .. لن تستطيع احتمال الألم .. أراهنك .. سأجبرك على البوح بكل ما أريد .. و أثبت للجميع أني الأجدر ..

جلست قبالتي تحدق فيّ .. مرت لحظات صمت طويلة .. لم أصدر فيهن أيّ حركة ..
قالت : هكذا اذا ..
اقتربت نحوي حاملة سوطها ..وهالت عليّ بضرباتها .. " مابالك .. ألا تحس بالألم .. تألم .. أصرخ افعل ايّ شيئا .. تبا لك .. "
كانت تركز بضرباتها على جروح قد أصبت بها سابقا لم تبرأ بعد .. توقفت عن ضربي .. وبدأت تلهث من التعب
و أنا أنظر اليها .. قدّت ما تبقى من قميصي قائلة : اسمع .. ستبوح بكل شيء وإلا قتلتك ..
قلت ولازلت أرمقها بنظراتي :- مجرد آلة ..
عندما سمعتني ابتسمت و ابتعدت عني , قالت : جيد .. تكلمت أخيرا ..
- ما تقومين به لن يغير أيّ شيء ..
- سأعذبك حتى تموت اذا ..
- افعلي ماشئتِ .. لن تجبرني فتاة على البوح ..
قاطعتني بأن طعنتني بسكينها , قالت: سترى مالذي ستفعله الفتاة يا هذا .. و شدت على يدها قائلة : ستموت من الألم .. أعدك بذلك ..
نظرت اليها قليلا ثم ضحكت بسخرية , قلت :- لستِ سوى .. آلة ..
أخرجت السكين بقوة من جسدي وجذبت وجهي نحوها بيدها , قالت : كيف تشعر الآن ..
نظرت اليّ قليلا فقلت :- أبعدي قذارتك عن وجهي ..
فابتسمت باستخفاف وقبّلتني لتمتص تلك الأنفاس المتقطعة التي كنت أحتبس بها الألم والقيئ ..
ابتعدت عني بعد أن تلطخت بالدم , قالت : أخرق .. لن ينفعك العناد في شيء ..
- يستغلونك ..
رفعت سوطها وصرخت قائلة : قلت لك اخرس ..
"يكفي" .. كان ذلك صوتا منبعثا من أحد الملازمين في ذلك المعتقل ..
اقترب مني وقال :- دعي له رمقا للغد.. لكِ ما شئتِ ان جعلته يتفوه بالمزيد..
ثم ابتعد قليلا وقال :- احضري من ينقله الي المشفي ..
- حاضر سيدي ..
وبعد أن خرج .. نظرت اليّ مرة أخري قليلا .. ثم خرجت و قطعت حبل وثاقي .. ارتميت على الأرض ..
و بدأت أتقئ الدم .. و لا أذكر ما حدث بعد ذلك .. "