موضوع: مازلت صغيرته ... الإثنين يونيو 09, 2008 12:41 pm
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .........
كيفكم يا حلوين ؟ انشالله كلكم تمام
جئت لكم بشيء جديد من كتاباتي و اتمنى من الله عز و جل ان تنال إعجابكم أيضا ً ........
بسم الله
اعتدت يومياً أن استيقظ على رائحة عطره المميزة .. على كلماته الحنونة .. على نفسه الدافئ .. اعتاد أن يوقظني بكل رفق و هدوء و أن يرغمني بحنانه و عطفه أن أصلي الفجر .... كنت كلما فرغت من صلاتي ذهبت إليه لأجده يمسك الجريدة بيديه و يقرأها باهتمام و بيده الأخرى فنجان من القهوة السادة الذي كانت رائحتها تتغلغل في أنفاسي كل صباح .... اقبله على رأسه و هو يقابلني بابتسامته الرقيقة و يترك الجريدة من يده و يبدأ مشاركتي في الإفطار . ثم نبدأ بتبادل أطراف الحديث الشيق و نستمر في الحديث حتى طلوع الشمس ... نتفرق بعد ذلك هو يذهب إلى عمله و انا أذهب إلى مدرستي ... و كنت أقف عند باب المنزل أنتظر خروجه ليطمئن قلبي عليه انه وصل إلى باب سيارته ...
هذا ما اعتدت عليه من يوم ولادتي ..
في يومٍ ما استيقظت لم أجد الرائحة المميزة من عطره و من القهوة ! لم أجد نفسه الدافئ .! افتقدت ابتسامته و مرحه المعتاد !!
أين أنت ؟ أين ذهبت ؟ أين هو ؟ أخذت أبحث عنه و مقلتي ممتلئة بالدموع و قلبي يرجف خوفاً عليه ...
ذهبت مسرعة إلى المطبخ آملةً أن أجده ينتظرني هناك كالمعتاد و لكن ..! لم أجده .... تسمرت في مكاني لا اعرف كيف أتصرف فهذا اليوم الوحيد منذ وجودي على هذه الدنيا لم أجده بقربي حين استيقاظي .. لم أجده ينتظرني بابتسامته الدافئة ... و ما كدت أن انزل دموعي على خوفي عليه إلاّ أنه ارتسمت ابتسامة عريضة و أنا أقرأ ورقة كانت موضوعة على الثلاجة معلقة بمغناطيسي البسيط الذي كان هديةً منه يوم مولدي السابق و كانت الورقة مكتوب فيها :
((عزيزتي الصغيرة .. لا تقلقي علي فإن هناك ظروف في العمل اضطرتني أن أخرج مبكراً من البيت .. و كنت على معرفة تامة انك سوف تقلقي علي لأنها أول مرة أفعلها معك يا صغيرتي فسامحيني لم أرد أن أوقظك من نومك لأقول لك أنني سوف أخرج .... أحبك صغيرتي ))
أخذت الورقة و قبلتها بحرارة و قلت : هذا هو والدي ......
انشالله الموضوع عجبكم ؟ بتمنى يعجبكم يارب
هذا الموضوع مهداة إلى والدي العزيز ... الله يخليلنا إياك يا احن و أرق قلب أب في العالم بأسره أحبك والدي ..